skip to Main Content

أعلام العائلة
(الشيخ الإمام عبد الرحمن الكزبري الكبير)
(الشيخ الإمام عبد الرحمن الكزبري الصغير)
(الشيخ الإمام محمد الكزبري)
(د.العلوم السياسية مأمون الكزبري)

المصادر:
1- الكتاني في (فهرس الفهارس والأثبات)(ج 1 / ص 484): 276
2- منتخبات التواريخ لدمشق 2: 679 وحلية البشر 1: 164 (والحاشية) 3: 1227 والزركلي 7: 70.
3- منتخبات التواريخ لدمشق 2: 666 وحلية البشر 1: 165، 2: 833 وإيضاح المكنون 1: 345 والزركلي 4: 110.
4- قادة سوريين حكموا دمشق

الشيخ الإمام عبد الرحمن الكزبري الكبير
هو العلامة المحدث الفقيه أبو زيد عبد الرحمن بن محمد زين الدين الدمشقي الشافعي الشهير بالكزبري، ولد في حدود المائة وألف. يروي عن النابلسي ومحمد بن عليّ الكاملي وأبي المواهب الحنبلي وعبد القادر المجلد التغلبي وعبد الرحمن السليمي الحنفي وابن عقيلة وغيرهم. له كراسة جمع فيها أسانيده في الصحيحين وبعض الكتب، نرويها وكل ما له من طريق ولده الشمس محمد بن عبد الرحمن الكزبري وشاكر العقاد، كلاهما عنه، ومات سنة 1185.

الشيخ الإمام محمد الكزبري (الوسيط)
محمد ابن عبد الرحمن المذكور قبله، الإمام العلامة محدث الديار الشامية ومسندها، ولد سنة 1140 وملت سنة 1221 ودفن بدمشق، وقفت على قبره. يروي عامة عن والده وخال والده علي الكزبري والمنيني وعبد الرحمن بن جعفر الكردي وعلي الداغستاني وعبد الرحمن الفتني ومصطفى أسعد اللقيمي ومحمد سعيد الجعفري وأحمد بن عبد الله البعلي الحنبلي ومحمد بن سليمان الكردي والتافلاتي وعلي بن عمر القناوي شفاها، وبالمكاتبة عن الملوي والجوهري والحفني وعطية الاجهوري وغيرهم.
له ثبت صغير نرويه من طريق ولده عبد الرحمن وشاكر العقاد وابن عابدين والفلاني وسعيد الحلبي وعمر بن عبد الرسول العطار، وغيرهم، كلهم عنه، وأرويه أيضا عن الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي وعبد الخليل برادة وأبي النصر الخطيب، ثلاثتهم عن والد الأول عن خالد الكردي دفين دمشق عنه.

الشيخ الإمام عبد الرحمن الكزبري (الصغير)
هو محدث الشام الإمام المعمر الصالح العلامة مسند الدنيا أبو المحاسن وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن.

الكزبري، حلاه الشيخ يوسف بدر الدين المغربي في إجازته للمسند ابن رحمون الفاسي ب ” خاتمة المحققين وإمام المحدثين، من في الحقيقة ننتسب إليه، وجل انتفاعنا على يديه، رئيس العلماء بالديار الشامية، وحامل لواء الحديث بمسجد بني أمية ” . ولد بدمشق سنة 1184، ودرس تحت قبة النسر بالجامع الأموي نحو الخمسين سنة، وأخذ عنه الصادر والوارد من جميع الآفاق، وحج مرات مات في آخرها بمكة 19 ذي الحجة سنة 1262، ودفن بالمعلاة، وبموته نزل الاسناد في الدنيا درجة لأنه آخر من روى عن كثيرين من الأعلام المسندين، لم يبق أحد معه يروي عنهم، وشارك شيخه الشيخ صالح الفلاني في سبعة من شيوخه، وعاش بعده نحو الخمس والأربعين سنة، وأخذ عن ثلاثة من طبقة مشايخ الحافظ مرتضى الزبيدي، ساواه بالأخذ عنهم، مع أنه عاش بعده نحو ستين سنة .
فمن شيوخه الذين أجازوا له عامة والده، والشهاب العطار، وخليل بن عبد السلام الكاملي، وابن بدير المقدسي، ومصطفى الرحمتي الدمشقي، وأحمد بن علوي باحسن الشهير بجمل الليل، والنور علي الونائي، وصالح الفلاني وعبد الملك القلعي، وعبد الغني بن محمد هلال المكي، ومحمد طاهر ومحمد عباس ومحمد أولاد سعيد سنبل، وزين العابدين بن علوي جمل الليل والأمير إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، وعبد اللطيف الزمزمي، وحسين بن علي المكي المالكي، ومحب الله بن حبيب الله الهندي المكي، وعبد القادر الصديقي المكي، ومحمد بن عمر المكي، وأحمد بن رشيد الحنبلي، وعبد الرحمن الدياربكري، وأبو بكر اليمني المكي، وأحمد بن حسن بن حماد، وقاسم بن علي المغربي التونسي، وعبد الله بن محمد بن سليمان الكردي، وعبد الله بن محمد الراوي البغدادي، وعبد الرحمن القادري شيخ السجادة القادرية ببغداد.

الدكتور مأمون الكزبري
كان عالماً من علماء القانون والتشريع في سورية .

ألف العديد من كتب القانون ، وما زالت كتبه هذه مرجعاً ، يعتمده كبار المحامين ، ومدّرسو الحقوق . وكان سياسياً عريقاً ، مستقيما في توجيهه السليم ، وخلقه الرفيع .

تولى عددا من المناصب الوزارية . . وشكّل الوزارة . . ورأس المجلس النيابي ، ولم يسجل عليه أي انحراف أو مأخذ .

درّس الحقوق في معهد الحقوق، وتخرجت على يديه أجيال من المحامين ورجال القانون.

ومارس المحاماة ، وانتخب نقيباً للمحامين .

عمل في المغرب نحو ربع قرن . وكان أبرز إنجازاته هناك ، تعريب التعليم الجامعي ، بعد أن كان التدريس باللغة الفرنسية .

ورحل مأمون الكزبري مؤخراً إلى جوار ربه ، مأسوفا على علمه الغزير ، وخلقه الرفيع ، واستقامته التي قلّ نظيرها .

لمحة عن حياته

أبصر الطفل مأمون النور بدمشق في شهر كانون الأول من عام 1914.

وهو ابن السيد شفيق الكزبري ، وينتمي إلى أسرة دمشقية عريقة بالعلم ،والدين ، والأخلاق ، والحفاظ على التقاليد العربية والإسلامية . وترجع شهرة علماء هذه الأسرة في الفقه ، وتدريس علوم الدين في الجامع الأموي ، إلى أكثر من قرنين . من علمائها المشهورين الشيخ الإمام عبد الرحمن الكزبري الكبير ، ثم الشيخ الإمام عبد الرحمن الصغير ، والشيخ الإمام محمد الكزبري وغيرهم ، ممن اشتهر بطول الباع في الفقه وعلم إسناد الحديث .

تلقى مأمون الكزبري علومه الابتدائية والثانوية في مدرسة الإخوان المريميين (( الفريرماريست )) وحصل على شهادة البكالوريا الأولى عام 1932 ، وعلى البكالوريا الثانية عام 1933 .

درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ببيروت وتخرج منها عام 1936 . وتابع دراسته العالية في فرنسا ، ونال شهادة الدكتوراه بالحقوق ، من جامعة ليون الفرنسية . وتدرب على المحاماة ببيروت في مكتب أستاذه

-فابيا – ومارس المحاماة في بيروت لغاية العام 1943 ، ثم انتقل إلى دمشق ، وفتح مكتباً خاصاً به في العام نفسه .

عين أستاذاً في معهد الحقوق بدمشق عام 1948 ، ودرس مادة التشريع العقاري لغاية العام1960 ، وألف كتاباً فيها ، وما زال هذا الكتاب يدّرس حتى اليوم .

في العام 1954 رأس حركة التحرير العربي خلال حكم المرحوم أديب الشيشكلي . ثم انتخب نائباً عن دمشق ، ورئيساً للمجلس النيابي .

عقب انتهاء عهد الشيشكلي ، جرت انتخابات نيابية جديدة ، فرشح الدكتور الكزبري نفسه ، وفاز مرة ثانية بالنيابة عن دمشق ، وأحرز أكثرية الأصوات ، وكان ترتيبه الثاني بين المرشحين . ولم يتفوق عليه بالأصوات سوى الأستاذ سعيد الغزي .

شغل الدكتور الكزبري وزارة العدل ، ووزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية عدة مرات .

في العام 1958 كان في عداد الوزراء الذين ذهبوا إلى القاهرة لاقتراح الوحدة بين سورية ومصر ، لدى الرئيس جمال عبد الناصر .

لدى الإعلان عن قيام الجمهورية العربية المتحدة عين الدكتور الكزبري في لجنة توحيد القوانين بين القطرين في القاهرة ، ومكث في مصر عدة شهور ، عاد بعدها إلى دمشق لممارسة التدريس في معهد الحقوق ، والمحاماة في مكتبه .

لدى انتهاء الوحدة بين سورية ومصر يوم الثامن والعشرين من أيلول 1961 ، وعقب حركة الانفصال التي قادها العقيد حيدر الكزبري ، استدعي الدكتور مأمون الكزبري ، وطلب إليه معالجة الوضع من الناحية الدستورية ، وتشكيل حكومة مؤقتة ، ريثما تستقر الأمور ، وتعاد الوحدة على أسس متينة ومدروسة . شكل الدكتور الكزبري الوزارة ، واحتفظ لنفسه فيها إلى جانب الرئاسة ، بوزارتي الخارجية والدفاع .

بعد أقل من شهرين دعا الدكتور الكزبري إلى انتخابات نيابية ، فرشح نفسه ، وفاز بالنيابة عن دمشق من جديد ، ثم انتخب رئيسا للمجلس النيابي . وانتخب يومئذ الدكتور ناظم القدسي رئيساً للجمهورية .

وفي عام 1960 انتخب نقيباً للمحامين لعامي 1960و 1961 .

وفي الثامن من آذار 1963 حدث انقلاب حزب البعث ، وشمله العزل السياسي ، فغادر الدكتور الكزبري على أثره دمشق إلى فرنسا . ثم أقام في المغرب منذ أيلول 1964 ، وعين أستاذاً في جامعة الرباط .

كان أول عمل قام به في المغرب ، هو تعريب التدريس الجامعي . وكان التدريس حتى ذلك الحين يجري باللغة الفرنسية .

استمرت إقامة الدكتور الكزبري في المغرب ، نحو خمسة وعشرين عاماً ، كرسها للتدريس والتأليف بالعربية .

وغادر المغرب عام 1990 ، بعد تقدمه في السن ، وأقام في باريس لغاية 16 أيلو ل 1996 .

ثم نقل إقامته إلى بيروت ، بعد استقرار الأوضاع في لبنان .

وانتقل الدكتور مأمون الكزبري إلى جوار ربه في اليوم الأول من عام 1998 ، ونقل جثمانه الطاهر إلى دمشق . وشيع إلى مثواه الأخير ، مبكياً على أخلاقه الحميدة ، ونضاله الطويل في ميادين العلم والسياسة . ووري الثرى في مقبرة الباب الصغير .

شيء عن مكانته وأخلاقه وعلمه

كان الدكتور مأمون الكزبري علماً من الأعلام ، في السياسة والعلم والأخلاق. كان يتمتع بالحب والتقدير والاحترام لدى كافة طبقات الشعب . ولا غرو في ذلك ، لأنه أحد علماء القانون ، وضليع في السياسة ، وتاريخه حافل بالاستقامة والنزاهة . لم يعرف الرشوة ولم يسمع بها ، مع كافة أبناء جيله ، ومن تقدمه من السياسيين وغير السياسيين. وكانت فترات حكمه في الوزارات التي تولاها ، حافلة بالإنجازات لمصلحة الوطن والمواطنين .

كان الدكتور الكزبري ذا أخلاق رفيعة . لم يعرف التبذل والانحراف . وكان صورة متكاملة ، لرجل العلم الرفيع ، والسياسي الضليع ، والمدرس الذي يحرص أشد الحرص على فائدة طلابه ، وزرع العلم والأخلاق معاً في صدورهم . وطلابه هؤلاء ، الذين تلقوا العلم على يديه في معهد الحقوق بدمشق ، مما زالوا يذكرون أيامه الحلوة ، ويشيدون بعلمه ، ويترنمون بخلقه وحسن توجيهه .

Back To Top